الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

الاستغراب ... !!!



لا أقصد هنا بالإستغراب المعنى المقصود منه على الغالب وهو الدهشه !! .. ولكن الذي أقصده بالإستغراب.. هو مصطلح نظير لمصطلح "الإستشراق" وهو ما يقوم به علماء الغرب بدراسه عالم الشرق دراسه مفصله ذات هدف في النهايه .. بغض النظر إن كان الهدف شريفا أم لا ... فالهدف من البحث قد يكون هدف جماعي أو فردي .. والخلاصه النهائيه هي معرفة الشرق .. كل على حسب ما يريده من هذا الشرق .. !!

المتأمل لأحوال العرب والمسلمين وماهم فيه وأحوال الشعوب والقاده من ساسه وعلماء ومفكرين .. لا يخفى عليه الحال .. وهي ليست نظرة تشاؤم إنما هو حال يقال .. فمعظم الدول والمجتمعات تعاني من إنقياد وراء ( الأنا ) من حب الذات ، وهذا من أثر الرأسمالية الغربية التي نخرت الروح الجماعية وحب الأثرة والذات على حب الآخرين .. لا أقول أن حب الذات ورفاهيتها ممنوع .. كلا .. فهذا فهم أعوج لا يستقيم .. فلا يصلح الآخرين الا بصلاح النفس .. ولكن تشرب الأنانيه وحب الذات هو الحاصل .. فالعوام من البشر مجبولون على إتباع القوي ، وهذه حقيقة على مر التاريخ .. حتى على مستوى الجماعة البسيطة من الناس .. نجد أن لكل جماعة من يقودها .. سواء العائلة أو الصحبة.

فالغرب اليوم هو " مصدر " للتصدير العلمي والحربي والتقني والإعلامي والإقتصادي والفني.. وهذا أمر يحتاج الى غربلة وتمحيص.. فليس كل ما عندهم يصلح لنا .. لماذا ؟؟

لأن عمر الدول والشعوب لا يقوم على السنين وحسب .. بل يقوم على المخزون الثقافي والفكري ، حتى لو كان التطور الذي نشهده سريعا جدا الا أني أقصد الخلفيات والأسس والركائز التي تقوم عليها هذه الدول والتي بدورها تحرك الشعوب من خلال أداة السياسة والقانون .. فدعائم العالم الغربي تختلف عن دعائم الشرقي وما أسس عليه ، ولهذا نحتاج الى الغربلة المؤدية الى اختيار الأنفع .

اذا الاستغراب : هو دراسة العالم دراسة تناسب عالمنا العربي والإسلامي وتسعى لتقدمة .

والمناسبه هي "المقصد" .. اذ لو درسنا الغرب من أجل الدراسه فقط ، لما كانت هناك نتيجه تنفعنا مثل دراسته لمناسبة ما ينفعنا .

ولجعل الدراسة مناسبة "لعالمنا" تحتاج الى اعتبارين :

1. اعتبار المصالح 2 . اعتبار المفاسد


والمصالح والمفاسد مرتبطه ب " الدين والدنيا "

وهذه ليست أنانيه .. فالعالم أجمع يقوم على اعتبار المصالح ولكن من وجهة نظري أن بهاذين الاعتبارين يمكن الاستفادة مما عند الآخر وأن الاستفادة الصحيحة تساهم بشكل كبير على تفادي الأخطاء السابقة والحالية وتساهم في مرحلة الاكتمال والبناء الذاتي الذي تطمح إليه المجتمعات البشرية .

كما أن الجهود التي يبذلها المستشرقين من بحث وتنقيب في الثقافة والفكر الشرقي أخذت منهم وقت وجهد ومال .. فكذلك الحال بالنسبة لنا فلابد من توافرها ( تنظيم الوقت والجهد والمال ) لدراسة حالة " الاستغراب " فتحتاج الى جهود متعاونة من حكومات وعلماء ومفكرون .. فهي عملية تكاملية تعاونية يشترك فيها أطياف النهضه المنشودة .. وهذا لأهمية تحقيق مضمون الاستغراب والذي هو خطوة لبناء التصحيح الذاتي .