الأربعاء، 21 مايو 2008

التعصب ..




الظلام الدامس وعدم رؤيه النور وعمى البصيرة واحتقار البشر وازدرائهم والتخبط في ظلمات التيه .. كل هذه الأفعال
( الشنيعه ) .. هي نتاج للتعصب بكل أشواكه وقيوده .. ان المتعصب انسان يعيش .. ولكن لا يعيش مع البشر .. يعيش في الليل .. فنجده صاحب تفكير مظلم وحياة كئيبة كأن عليه أغلال من حديد .. فهو إنسان أصم وأعمى .. يعيش في دنيا من الخيال .. دنيا نسجها من خياله الخاص ومن تصوراته الفريده .. كأنه يعيش في الكون وحده لا يقبل بمشاركة الآخرين .. فهو سابح في كبره .. طائش في ظلامه .. لا يهوى قرب بشر .. ولا يهواه بشر .


هل التعصب مرض عضال يمكن علاجه .. أم هو مرض لا يرجى شفاؤه ؟؟

الذي يهمني في هذه السطور .. ليس أن أشرح التعصب وتعريفه فالكل يعرف ما هو التعصب وما هي نتائجه .. إن المهم هو كيف نعالج التعصب وما هي أهم المبادئ التي يمكن أن تطبق على أرض الواقع والتي نحتاجها لتجنب هذا المرض العضال الذي يسري في المجتمع الإنساني ويكاد يملأ فضاء البشرية .. لنلقي نظرة سريعة خاطفة على أحوال العالم .. فهو من أهم أسباب المشاكل البشرية في هذا العالم .. فالتعصب الديني منتشر انتشار النار في الهشيم والتعصب الاجتماعي منتشر بأنواعه أيضا فالتعصب الطبقي ، العرقي و الطائفي يغزو المعمورة بمسميات مختلفة .. تارة باسم التحرر وتارة باسم الديمقراطية وتارة باسم العدالة .. كل هذه المسميات تندرج تحت التعصب.

كل مرض إذا أردنا له الشفاء التمام .. من اللازم علينا أن نجتثه من جذوره وأصله .. ولنبحث أولا على أنواع التعصب الأساسي في المجتمعات البشرية أو " منطلقات التعصب " :-

أولا : التعصب الديني
ثانيا : التعصب
الاجتماعي

في نظري أن هذان البندان هما المنطلقان الرئيسان في عملية التعصب العالمي .. وفي كل من طياتهم أنواع من التعصبات الفرعية

فالتعصب الديني يدخل تحته جميع أنواع الاضطهاد و الاستغلال باسم الدين كما يحدث في الهند ، باكستان ، فلسطين ، البوسنة .. والحروب بين الطوائف في أنحاء العالم ، اقصاء الأقليات ومحاربتهم ،، والوصول للسلطة وحب التملك ، كل هذا باسم الدين .

أما التعصب الاجتماعي فهو منظومة من الأمراض العصبية : الطبقية الموجودة في المجتمعات الخليجية ، العنصرية والعرقية الموجودة بين السود والبيض أو بين جنس الرجل الأبيض عموما وغيره .

بعد أن تعرفنا باختصار على أنواع هذا المرض .. نأتي لكيفية الاجتثاث الجذري ،،، وهذه بعض من علاجات التعصب ؟

هناك مبادئ يمكن أن ترفع وتصبح شعارا وأن تكون تطبيقا أيضا يمكن العمل بها ،، وما هي من الواقع ببعيد ، فلنتمعن وننشر هذه المبادئ ..

1. التفاوت بين البشر : كل إنسان مختلف عن الآخر ولا يوجد اثنان في هذه الدنيا متشابهان .
2. سنة الاختلاف : الاختلاف من السنن المتمركزة في النفس الإنسانية وهو سنة كونية لا يمكن أن نتجاهلها .
3. حرية الفكر : كل فرد على وجه الأرض له مطلق الحرية في أن يعتقد ما يشاء ويتبع ما يشاء .
4. العلم والتعلم : من حق كل إنسان أن يتعلم ما يشاء ويعلم الناس ما يشاء .
5. الحوار : علاج رئيسي في انتشال مرض التعصب .



هذه بعض من المبادئ الأساسية من وجهة نظري التي تزيل وتشفي ولو ( بنسبة قليلة ) من مرض التعصب وقد نستعمل هذه المبادئ لنبذ ومحاربة كل أنواع التعصب وصورة المتفشية في كل المجتمعات والتي لا تقف عند هذه المبادئ .. والتي أرجو أن تكون بداية لمنظومة مبادئ مكتملة تزيل هذه الأمراض السقيمة ، وأن يساهم كل واحد"بانتقاد بناء " أو زياده على هذه المبادئ حتى ننشر العلاج الناجع ويتم الشفاء الناجح وينشر الخير ويتقلص المرض .

الأحد، 11 مايو 2008

النقد !!




النقص والقصور من سمات كل شيئ في هذه الدنيا والكمال لله وحده (سبحانه وتعالى ) فكل شيئ يحتاج للتطوير والتعديل ونجد فيه القابلية للتحسين،، فعندما يكتب أحدنا مقالا (على سبيل المثال ) ويراه بعد فترة ....سيرى بالتأكيد أن من الأفضل أن يضيف سطر ويحذف آخر .. وقد يتغير كل ما في المقال ..و قد تتغير الفكرة ..وربما يصبح معارضا لها .. فمن ناحية أن كل شيئ قابل للتحسين والتصويب أو التعديل .. فالأمر يحتاج الى .. "وسيلة" ، وهذه الوسيلة مع الأسف لا يتم استخدامها في بعض الأحيان وتكون غائبة في كثير من الأحيان وإن استخدمت فلا تستخدم الاستخدام الأمثل ..الا وهي .." النقد " .

التعريف ..

أرى بأنه تلك المعرفة التي يتعلمهاالإنسان ( لأنه قابل للتعلم وليس فطري ) ويتم من خلالها معرفة "النقائص" أو "القصور" ومحاولة إصلاحها وتطويرها . هذا تعريف للنقد بصورة عامة من وجهة نظري .. فيقع التعريف على النقد السلوكي أو الفكري أو العلمي وحتى النصي .. الخ .



لماذا النقد ؟



إن تعلم النقد بصورتة الإيجابيه يجعل الأمر المنتقد شيئ أقرب ما يكون من الصواب أو الكمال وبما أن كل واحد منا محتاج للآخر بصورة أو بأخرى (عائلة ، صديق ، زميل ، عميل ...الخ ) ..فالنقد وسيلة لجعل هذه العلاقات الإجتماعية الإنسانية نحو التطور ونحو الأفضل في ((جميع نواحي الحياة)) .. في هذه المقالة أكتب عن النقد بصورتة العامة وليس النقد الأدبي أو الثقافي وحسب .. بل هي ملامح وخطوط رئيسة وعريضة عن مفهوم النقد .

فلسفة النقد .. بما أن الفلسفة هي معرفة كنه الأشياء أو التوصل للحكمة.. فللنقد فلسفة ايضا وهي : "الإصلاح أو التغيير " وطريقها اما الى الناحية الايجابية او السلبية والناس في النقد صنفين أيضا إما إيجابيين وإما سلبيين فالإيجابي يتخذ مسلك البناء والسلبي يمسك معول الهدم .


إن المجتمعات الغربية والنهضوية عموما اتخذت من النقد وسيلة رئيسة للتغيير نحو الأفضل فكان دور المراجعات على مستويات متعددة في حياتهم حتى في المجتمعات العربية والإسلامية بدأ المفكرون والعلماء يرون أهمية هذا المفهوم الذي له دور جذري في عملية التطور والتغير نحو الأفضل ..بعد هذه النظره لأهميه النقد .. قسمت النقد الى نوعين وهي التي تفيد عموم الناس وليست للمتخصصين في موضوع معين : -


النوع الأول : السلوكي : وهو انتقاد السلوكيات (الخاصة) الفردية.. أو الظواهر الإجتماعية (العامة) .

النوع الثاني : الذاتي : عن ذات الإنسان وانتقادنا لأنفسنا .


قد نسأل عن انتقاد الآخرين .. في رأيي المتواضع أن الآخر لا ينتقد من خلال (ذاته ) إنما من خلال سلوكه .. كما في النوع الأول . والسلوك :هو كل نشاط يصدر عن الإنسان سواء أكان أفعالاً يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات العضوية والحركية ، أم نشاطات تتمم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس .(تعريف للدكتور :محمد بن عبدالله الدويش ).


كيف ننتقد ؟

أولا على مستوى السلوك ،، والسلوك ينقسم الى قسمين :

1. الأفعال : وهو نقد للعلاقات وتحسينها
2. الفكر : وهو النقد الذي على مستوى (عالم الأفكار ) وهو الذي يحدث فيه التغيير على مستوى الجماعة والمجتمع
(عندما تغير أفكارك تستطيع تغيير العالم من حولك )

الأفعال (العلاقات ):-

* نبدأ بطرح الإيجابيات قبل السلبيات
* نركز على الفعل نفسه وليس على الشخص المنتقد
* النقد لايكون أمام الجمع من الناس
* لا ننتقد بصورة مباشرة أو تجريحية


الفكر :-

* استخدام أسئلة التحليل ( لماذا ، كيف ) مع الأفكار المطروحه .
* أخذ الموقف المعارض من الفكرة ورؤيتها باتجاه عكسي (الجدلية في التفكير :الديالكتيكية ) .
* نستخدم الفرضيات ( لو ) على شقها الإيجابي أو السلبي وادخال الفكرة بصورة متشائمه مره ومتفائلة مره أخرى
.

ثانيا : على مستوى الذات :

قبل أن أبدأ أؤكد على معنى " نقد الذات " وليس " جلد الذات " لأن الذات المجلوده لا ترتقي في نفسها الى الهدف الرئيسي من النقد ومن الطبيعي أن لا ترتقي بمن حولها .

* اكتب نقاط ضعفك
* اسأل المقربين لك عن مواطن القصور

هذه الكيفية النقديه هي "الكيفية الإيجابية" التي نستخدمها على مستوى الأفعال والعلاقات وكيفية التعامل النقدي معها .. وعن نقد الأفكار كذلك وكيفية جعلها أفضل ومدى أهمية النقد العام والمهم لدى جميع الناس وخاصة على صعيد العلاقات وعلى صعيد الفكر الذي ذكرت قبل أسطر انهما ما يحتاجهما غالب الناس .


وأخيرا .. فإن النقد هو المكمل والمطور وهو العين الفاحصه واللسان الناصح سواءا للأفعال أو للأفكار والتحلي بهذا المفهوم بصورته الإيجابية يخلق الروح الإصلاحيه والساعية للتنمية على كافة أصعدة الحياة .. والتحلي به من سمات أهل النظر والتجديد .

الأحد، 4 مايو 2008

العقل & القلب


الإنسان ...هو الكائن الحي الذي يعتبر الأكثر تطورا من الناحية العقلية و العاطفية عن جميع الكائنات الاخرى ,, ومن وجهة نظري أن القيمة العقلية والعاطفية ،، المتمثلة في "العقل والقلب "أو "التفكير والشعور" تحتاج منا الى حرص أكبر واهتمام بالغ .. لأن الواحد اذا أهمل الأساس .. فقد يهمل ما هو دونه .


ماهي الصورة العامة التي تنم عن القصور ؟؟

البعض من الناس يرى ويركز على أن الإنسان هو "عرض" فقط والعرض(مصطلح فلسفي يعني الجسم أو ما يقوم بالجوهر ) ويترك

الجوهر ..وهذه النظره للإنسان تفقد من قيمة معنى (إنسان )وقد لا يتميز عن كثير من الكائنات فعندما نركز على العرض .. ونترك

الجوهر .. فإن إنسانية الإنسان لا تكون مكتملة بل تكون ناقصه أو شبه معدومه .. صحيح أن الإنسان خلق في أحسن تقويم وأن خلقه متميز عن جميع المخلوقات ولكن إنسانية الإنسان تكمل في الأساسين ( العقل ، القلب ) واستخدامهما بالشكل الصحيح .


اذا .. كل إنسان مركب من اجهزة عديدة وكثيرة سواء كانت مرئية مثل الهيئة الخارجية (الجسم) أو ما يحتوية جسم الانسان في داخل جسمه من نعم كثيرة لا تعد ولا تحصى .. وفي أنفسكم أفلا تبصرون .



وباعتبار أن أهم ما يميز الإنسان هو "العقل والقلب" بكل ما يحتويه هذا الأساس من مدلولات ومعاني من عمليات عقلية من تفكير وتحليل وتركيب وخيال واستذكار وعمليات الشعور بالرضى وراحة النفس وطمأنينة االاحساس وهدوء المشاعرفي القلب..فعلينا التعامل معها وأن نحسن استخدامهما بالشكل الأمثل .


السعي نحو الكمال ....

كيف نستخدم الأساس بالشكل الصحيح ..هناك وسائل (خلطه) نأخذها من الأطباء وعلماء النفس والفلاسفة للنهوض (العقل ، القلب)بصورة صحيحة .

وكما أن العرض (الجسم ) قابل للتدريب فالأساس من عقل وقلب قابل للتدريب أيضا .. فكيف يتم التدريب ؟؟

يتم التدريب (بالرياضة )ولا أقصد الرياضه البدنية فقط .. بل هناك عدة رياضات والرياضة تقسم الى :-

أولا : رياضة القلب ..كيف تمرن قلبك : يتم تمرين القلب بعدة طرق منها :-

1.تصفية القلب من الأمراض المعنوية
2.الاهتمام بالجانب الصحي الغذائي
3.ممارسة أنواع الرياضة الصحية

ثانيا : رياضة العقل .. كيف تمرن عقلك :- باستخدام ..

1.المناظرة والحوار
2.دراسة المنطق واساليب التحليل والتركيب العقلي
3.استخدام ألعاب الذكاء


هذه بعض من الأمور المعينه .. على عمل الأساس بصورة جيدة ويمكن لأي واحد منا أن يعرف كيف يمرن الأساس الذي لديه ..وأخيرا .. فإن الأمور البسيطة في بعض الأحيان والتي قد نراها طبيعية ولا نلقي لها بالا .. تكون ذات أثر وقيمة ، فكل أمر عظيم هو مجموعة من الأوامر البسيطة والاهتمام بالأساس الإنساني (العقل ، القلب ) والذي نتشارك فيه جميعا .. يكون بهذه الأمور التي نتركها ونتجاهل قيمتها الكبيرة والتي نسعى فيها ونحاول أن نصل الى .................. الكمال البشري.