الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

طغيان المادة .. !!


أصبح أغلب الناس على وجه الكرة الأرضية يعيشون حياة العائلة الواحدة .. فلا يوجد شيء إلا ويعلمه كل الناس تقريبا( من عادات وثقافات في المجتمعات المختلفة في أنحاء العالم ) إذ لا خصوصية لمجتمع من المجتمعات .. والسبب في هذا ،، الوسائل الرهيبة المؤدية إلى تقريب " حاجات الحواس " من صوت وصورة .. فنعلم ما يحدث في أدغال أمريكا الجنوبية ومافي هضبة التبت وما عند شعوب العالم القديم ما عليه الناس في المدن المتطورة ..و نادرا أن يوجد ما يمكن إخفاءه ومنحة الخصوصية .. فالتقنية المتقدمة وتطور العلم أدى الى ربط الحواس بالمادة ارتباط عجيب لا ينفك مع أن هذا أمر طبيعي .. (فالمادة للحواس والحواس للمادة )

والغير مقبول والغير طبيعي هو تغلغل المادة إلى الإنسان ،، ونسيان وإهمال ما في النفس الإنسانية من ( عاطفة ) وتهافت للشعور .. والذي أدى إلى ما أسمية " بالجفوة الروحية " وهي غياب المشاعر والإحساس في عالم مليء بالمادة ،، مع أن هذه الوسائل في أصلها تقريب لحاجات الحواس .. إلا انه مع الإفراط في استعمالها أو التعلق بها حتى تكون كالضرورة ..أدى إلى خلق الشعور الذي يعيشه الإنسان حينما يتعود على شيء يكون (روتينا ) .



( المادة : هي كل شيء ملموس ) .

ولكي تتضح الصورة لابد من ضرب مثال .. فعندما نرى في التلفاز ( الرائي ) منظرا خلابا طبيعيا نشعر بروعته بالجمال والجلال لعظمة هذا الخلق الجميل من الخالق البارئ جل وعلا .. ومع تكرار المناظر حتى ولو كانت في التلفاز لأصبح هذا الأمر يخلق في أنفسنا شعورا عاديا .. وقد يكون مملا في بعض الأحيان !!



فعند تكرار هذا المشهد يخلق عندنا الشعور ( بالعادية ) وهي أن يصبح الشيء غير جديد وغير مشوق وممتع .

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كما ذكرت في ( مقال سابق ) أن الإنسان عبارة عن عقل وقلب .. فكر وروح .. فإذا ما أردنا الرقي بالإنسان كفرد والإنسان كمجتمع علينا إصلاح قطبيه ( العقل والقلب ) فهما يكملان بعضهما ولا ينفكان .. فإن طغى أحدهما على الآخر أصيبا معا .. وفي طغيان المادية أصيب القلب بصورة أكبر مما أدى الى خلل العقل أيضا .. كيف يحدث هذا ؟؟


إن الناظر للحضارة الحالية المتفوقة تفوقا هائلا في مجال المادة والمتكونة في التفوق والنجاح على أصعدة الحياة الملموسة .. يعلم أن هناك شيئا ينقصها ) الروح ) .. وقد فطن لهذا عقلاء العالم ممن يدرس الحضارات السابقة والحالية .. فبنظرة على الحضارات الممتدة لعدة قرون .. نرى أن الاهتمام عند ( أكثر الناس ) هو المادة من جمع المال وتعمير للحلال .. وهذا لا شيئ فيه ان كان في حدود (المباح المعقول) .. ولكن إن كان هو الهدف .. والغاية .. فعند هذا ترجع الحضارة إلى دورتها الأولى كما يقول بن خلدون.. أن للأمم والحضارات ( دول ودورات )ودول يعني متداولة .


فللنظر إلى الحضارة الغربية المعاصرة .. نجد أن أسسها القائمة عليها هي أسس مادية بحته تقوم على تعزيز أصول المادة ولوقوف الحضارة على هذه الأصول والأركان .. ولهذا نجد الاهتمام بدأ يزيد بأهمية الأخلاق والقضايا الروحية التي لها الأثر الأكبر على قطب ( القلب ) وهذا للحفاظ على ماهم عليه من حضارة كبيرة ..

وبعد ,,, فإن المشاعر هي التي ترفع الإنسان وتجعله يعيش حياة غير عادية .. فالحياة مجموعة من المشاعر المختلفة .. فكل عمل ( قول وفعل ) مرتبط بتفكير ومرتبط بمشاعر .. ونلخص إلى كلمة بسيطة جدا أتمنى أن تحفظ يعاش من خلالها .. " فكر واشعر " بكل ما تحيا به أيها الإنسان .. لكي نقدر نعمة الشعور والتفكير ونجعل كل هذه المادية المنتشرة إلى الطريق الإيجابي الذي يمكننا من تسخيرها وجعلها لنا لا علينا .