الأحد، 21 ديسمبر 2008

رجل الشمع ..


تمر على الإنسان صعاب في حياته ، منها الكبير ومنها الصغير منها ما يقوى على الوقوف أمامه ومنها ما ينهار فالظروف متغيرة والأحوال متقلبة والأيام دول " متداولة " .. دول على .. الفرد و الأسرة والمجتمع .. والذي يستطيع أن يكون مرن مع هذه الصعاب هو من يهنا بعيش رضي سوي .

أما الذي تكون حياته مبنية على " ردة الفعل " فقد صنع وبنى قواعدة على أسس من " الشمع " فعندما تمر به أي أزمه حارقة .. ماذا يكون مصيرة !! .... الذوبان ..

وهذه المقدمة لشريحة من الناس تكون حديثة الالتزام والتمسك بالدين ، ولكن ليس عن طريق اليقين والتبصر ولكن عن طريق ردة الفعل .

فنسمع أن شخصا قد رجع إلى طريق الحق والهدايه وأنه التزم بطاعة الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم .. لرؤيا رئاها في منامه !! أو لبشارة قد ألقيت عليه !!

و هذه الأشياء لا بأس فيها لسلك الهداية ,, ولكن أن تكون ردة فعل هذا الإنسان معاكسة تمام وبصورة متسرعة !
وأن يتعامل مع ذاته بصورة غير سوية وغير منضبطه وأن يعامل الناس بصورة غير صحيحة ، هذا هو الخطأ .

معاملة الذات .. !!

يعامل نفسه بالشدة المفرطة وعدم الراحة والبحث عن التعب الزائد !! الذي لا خير فيه ،، وهو كمثل الثلاثة الذين جاؤوا الى النبي صلى الله عليه وسلم : الاول أراد صيام الدهر ، الثاني لا ينام الليل " للصلاة " ، الثالث لا يتزوج !!

وكان رد النبي صلى الله عليه وسلم :- أما أنا فإني أتقاكم لله .. فإني أصوم وأفطر وأصلي وأنام وأتزوج النساء .. فمن رغب عن سنتي فليس مني !!

هذا هو التعامل المعتدل مع أمور الدنيا والآخرة وهذا هو الذي يجب التعامل فيه مع الذات بأن يكون كل شيء باعتدال أي بلا إفراط ولا تفريط .

التعامل مع الآخرين ..!!

يتعامل هذا الشخص" المشمع " مع الناس بصورة ازدراء وكبر ،، وينظر اليهم نظرة علوية ،، ولكن هل معه حق في أن يعامل الناس بهذه الصورة لأنة ملتزم ، أو هل يحمل صك للغفران وعنده علم بأن غيره أصحاب للشيطان !!

الالتزام ليس مجرد مظاهر خداعه و صورة تجلب الهيبة والوقار .. إن الالتزام الصحيح يأتي من اسمة ( إلتزام ) فهو هيئة وخلق روح وجسد وهومبنى ومعنى ،، ..والبعض من هؤلاء الشموع لا يمت ( لمعنى وروح الالتزام ) بأي صلة حقيقة .. فمثلا .. ليفتح أمامة موضوع من المواضيع المتعلقة بسماحة الدين .. لا يملك أي مقوم من مقومات اليقين التي من المفترض أن يكون الملتزم .. ملتزما بها !! أي يكون عاملا بها ومطبقا لها .. لا مجرد أن يردد ما حفظ ! أو أن يفتح موضوع يخالف ماعليه ( إن كان للآخر دليلا على ما يقول ) لا يقبله ولا حتى يرضى بطرحه مع أن لدى الأخر دليل , ولكنه يرفضه لمجرد التمسك بالرأي !!

فهم على سبيل المثال لا الحصر لا يتصفون ببعض من هذه الصفات التي هي من كمال الإلتزام :
أدب الحوار ، المنطق السليم ، المرونة ، تقبل الآخر (بدليل ) ، السماحة ، سعة الصدر .....

وأغلب هذه الأمور لا يتصف بها رجل الشمع لأنها متكونة في عقله بسبب طريقة الإلتزام التي لا تأتي عن قناعة تامة .. وقس على هذا كل ما ليس لدينا قوة وقناعة فيه .. فالقوة طريق اليقين .. ولكن ليست القوة العمياء ,, إنما قوة البصر والبصيرة قوة العلم ونورة قوة الحق ودحض الباطل .. كلها تؤدي لقوة اليقين ، فعندما نصل بأن نكون قناعاتنا على قوة ما .. عندها لا يكون التزاما ( شمعيا ) ولكن يكون التزام مبني على الرسوخ و اليقين .

وللوصول لليقين هناك نقاط .. وهي :

1. التجرد للحق : بحيث يقبل الحق من أيا كان وأن يعرف الرجال بالحق ، لا أن يعرف الحق بالرجال !!
2. التواضع وعدم ازدراء الناس وأنهم على باطل !! وأن يعاملهم معامله المحب الساعي لنشر الخير .
3. الموضوعية في العلم : بأن يقرأ ويتعلم ويكون منصفا ، ويتعلم من الكل لا يحصر نفسة في فئة معينة لأن التعلم من الغير يؤدي الى سعة في التفكير ورؤية واقعية وجيدة للحياة .

وهذه النقاط هي التي من الواجب أن يرتكز عليها الساعي للإلتزام ، لا أن يعيش على ردة الفعل بحيث يصبح كالشمعة متى ما اقترب منها لهيب النار ذابت ولا تقوى على تحمل الأزمات المدلهمات .. فمن الواجب إنارة الدرب لهؤلاء بنور الحق وأن يرو نور الشموع ويهتدوا بها بدلا أن يحترقوا من لهيبها فيكونوا ضحية لأي فعل محرق .

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

جناحا الزمن ..


للزمن جسم وجناحان .. فجسمه يمثل ( الواقع ) الحياة التي نعيشها وأما جناحاه فهما ( الماضي و المستقبل ) ولأن الجسم له مرتبه أعلى وأهم من الجناحان فهو الذي عليه التركيز بصورة أكبر ولا يمكن لهذا الجسم أن يكون متوازن الا بفضل هذان الجناحان
" الماضي والمستقبل " وهما من يجعل هذا الجسم يسعى للسمو والارتقاء .

صورة الارتقاء للواقع لها معادلة اعتبارية .. أنطلق منها في هذه المقالة : -

الاستفادة من الماضي + التخطيط للمستقبل = ارتقاء بالحياة


الاعتبارية : هي الأمور التي من الممكن أن نعتبر منها .


الجناح الأول ( الماضي )

كل جزء من الماضي فيه أتراح وأفراح فيه خير وشر فيه نصر و هزيمة .. فعلى هذا .. كل هذه الأمور ( الخير ، النصر ، الشر ... ) لها وجود في الماضي والحاضر والمستقبل ، اذ لا فكاك منها في أي حال من الأحوال فهي قوانين كونية دائمة مادامت السماوات والأرض , والمستفيد الأكبر هو من يرى الماضي بعين المستفيد لهذا الواقع ..

كيف نستفيد من الماضي ..


باتباعنا الخطوات التالية ؟

1. العلم بالأحداث ذات الأثر الكبير التي أحدثت تغييرا ( سواء في حياتنا الماضيه أو في أحداث جرت في المجتمع الإنساني ) وتحليل هذه المواقف واستخراج الصواب والأصوب ، ونركز على الأمور الكبيرة لأنها هي التي تحدث تغييرا أكبر سواء كان به خير علينا أم شر علينا .

2. التركيز على الأحداث الصغيرة ولكن " المستمرة " والتي أدت بسبب استمراريتها الى أحداث جيدة أو غير ذلك بحيث يمكن أن نستفيد ونعتبر منها.

وهاتان النقطتان هم أساس لكيفية الاعتبار من الماضي ويمكن أن تضاف عليها على حسب قدرة كل واحد منا .


الجناح الثاني ( المستقبل ) ..

المستقبل هو شي حتمي الوقوع فهو الجناح الثاني من جسم ( الواقع ) .. اذا لم يكن لي فهو لك واذا لم يكن لك فهو لغيرك .. المستقبل هو كل ما تبقى من الزمن فكما أن الماضي بعيد سحيق .. فكذلك المستقبل بعيد لا يعلم نهايته الا الله سبحانه وتعالى .

كيف نستفيد من المستقبل ..

باتباع التالي ؟

1 . العلم بكيفية التخطيط وأفضل أنواعه ( تخطيط على مستوى الأفراد أم المؤسسات وبصورة أكبر على مستوى الحضارات ) كل على همه وهدفه .

2. الاستفادة المشتركة مع جناح الماضي بمعرفة القوانين العامة التي تحكم الأحداث البشرية ( السنن الكونية ) .

بعد الاهتمام بجناح الماضي والمستقبل يأتي الأساس الذي من أجله تم الاهتمام ( الجسم : الواقع )

للواقع أمور دقيقة جدا لابد من الالتفات لها : -
أ . أهمية الوقت : فالثانية هي الركيزه الأساسية للزمن ، فالمستغل لهذه الثانية بأمور نافعة يحرص على أن لا يفرط فيها ،، هو الذي يقدر قيمة الحياة وفي المقابل يكون السخاء والكرم من هذه الحياة التي احترمها الإنسان سنة من سننها وقانونا من دستورها .

ب . العيش باللحظة الحالية وترك هم الماضي والمستقبل ( مع الاستفادة من النقاط التي ذكرت سابقا ) وأهمية
" التركيز " بما نحن فيه وعدم الإنشغال بهم ما سيحدث أو غم ما مضى .


فهذه هي الأمور التي تحقق المعادلة بإذن الله .. الاستفادة من ماضي + التخطيط لمستقبل = ارتقاء بالحياة مليئة بالخير والسعادة وإن كانت مشوبة ببعض ما نكرة وهذا أمر طبيعي فالضد يظهر حسنه الضد .. يعني .. أن لم يكن في الحياة بعض الكدر والهم وفي مقابلها الفرح والسعادة .. لا يكون للراحه والسعادة طعم ,, ولكن يجب أن نوازن ونعمل على تحقيق الحياة المثالية التي يمكن أن يصنعها كل إنسان يملك الإرادة والإيمان .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كل عام وجميع الأحباب بخير وصحة وسلامة ، وعساكم من عوادة :)