الاثنين، 8 ديسمبر 2008

جناحا الزمن ..


للزمن جسم وجناحان .. فجسمه يمثل ( الواقع ) الحياة التي نعيشها وأما جناحاه فهما ( الماضي و المستقبل ) ولأن الجسم له مرتبه أعلى وأهم من الجناحان فهو الذي عليه التركيز بصورة أكبر ولا يمكن لهذا الجسم أن يكون متوازن الا بفضل هذان الجناحان
" الماضي والمستقبل " وهما من يجعل هذا الجسم يسعى للسمو والارتقاء .

صورة الارتقاء للواقع لها معادلة اعتبارية .. أنطلق منها في هذه المقالة : -

الاستفادة من الماضي + التخطيط للمستقبل = ارتقاء بالحياة


الاعتبارية : هي الأمور التي من الممكن أن نعتبر منها .


الجناح الأول ( الماضي )

كل جزء من الماضي فيه أتراح وأفراح فيه خير وشر فيه نصر و هزيمة .. فعلى هذا .. كل هذه الأمور ( الخير ، النصر ، الشر ... ) لها وجود في الماضي والحاضر والمستقبل ، اذ لا فكاك منها في أي حال من الأحوال فهي قوانين كونية دائمة مادامت السماوات والأرض , والمستفيد الأكبر هو من يرى الماضي بعين المستفيد لهذا الواقع ..

كيف نستفيد من الماضي ..


باتباعنا الخطوات التالية ؟

1. العلم بالأحداث ذات الأثر الكبير التي أحدثت تغييرا ( سواء في حياتنا الماضيه أو في أحداث جرت في المجتمع الإنساني ) وتحليل هذه المواقف واستخراج الصواب والأصوب ، ونركز على الأمور الكبيرة لأنها هي التي تحدث تغييرا أكبر سواء كان به خير علينا أم شر علينا .

2. التركيز على الأحداث الصغيرة ولكن " المستمرة " والتي أدت بسبب استمراريتها الى أحداث جيدة أو غير ذلك بحيث يمكن أن نستفيد ونعتبر منها.

وهاتان النقطتان هم أساس لكيفية الاعتبار من الماضي ويمكن أن تضاف عليها على حسب قدرة كل واحد منا .


الجناح الثاني ( المستقبل ) ..

المستقبل هو شي حتمي الوقوع فهو الجناح الثاني من جسم ( الواقع ) .. اذا لم يكن لي فهو لك واذا لم يكن لك فهو لغيرك .. المستقبل هو كل ما تبقى من الزمن فكما أن الماضي بعيد سحيق .. فكذلك المستقبل بعيد لا يعلم نهايته الا الله سبحانه وتعالى .

كيف نستفيد من المستقبل ..

باتباع التالي ؟

1 . العلم بكيفية التخطيط وأفضل أنواعه ( تخطيط على مستوى الأفراد أم المؤسسات وبصورة أكبر على مستوى الحضارات ) كل على همه وهدفه .

2. الاستفادة المشتركة مع جناح الماضي بمعرفة القوانين العامة التي تحكم الأحداث البشرية ( السنن الكونية ) .

بعد الاهتمام بجناح الماضي والمستقبل يأتي الأساس الذي من أجله تم الاهتمام ( الجسم : الواقع )

للواقع أمور دقيقة جدا لابد من الالتفات لها : -
أ . أهمية الوقت : فالثانية هي الركيزه الأساسية للزمن ، فالمستغل لهذه الثانية بأمور نافعة يحرص على أن لا يفرط فيها ،، هو الذي يقدر قيمة الحياة وفي المقابل يكون السخاء والكرم من هذه الحياة التي احترمها الإنسان سنة من سننها وقانونا من دستورها .

ب . العيش باللحظة الحالية وترك هم الماضي والمستقبل ( مع الاستفادة من النقاط التي ذكرت سابقا ) وأهمية
" التركيز " بما نحن فيه وعدم الإنشغال بهم ما سيحدث أو غم ما مضى .


فهذه هي الأمور التي تحقق المعادلة بإذن الله .. الاستفادة من ماضي + التخطيط لمستقبل = ارتقاء بالحياة مليئة بالخير والسعادة وإن كانت مشوبة ببعض ما نكرة وهذا أمر طبيعي فالضد يظهر حسنه الضد .. يعني .. أن لم يكن في الحياة بعض الكدر والهم وفي مقابلها الفرح والسعادة .. لا يكون للراحه والسعادة طعم ,, ولكن يجب أن نوازن ونعمل على تحقيق الحياة المثالية التي يمكن أن يصنعها كل إنسان يملك الإرادة والإيمان .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
كل عام وجميع الأحباب بخير وصحة وسلامة ، وعساكم من عوادة :)