الأحد، 20 يوليو 2008

الناس والتدين .. !!



يتعامل الناس مع القيم والمبادئ على درجات متفاوتة ومختلفه فليس كل الناس سواسية في الأخذ بهذه المبادىوالقيم ، فكل إنسان له قدر من الأخذ بها حتى الدين لا يأخذه الإنسان بالكامل ،، فنجد الناس يخطئون ويتوبون ،، يقعون في الزلات و الآثام .. ثم يعودون ويجرعون وهذا مجبول عليه البشر كل البشر ،، فهناك فرق كبير بين الدين والتدين مثل .. الإسلام والمسلمين .. فقد نرى الإسلام في غير المسلمين !! من تطبيق لبعض مبادئه وأهدافه ووسائله ولكنهم من غير المسلمين، وقد نرى مسلمين ولكنهم لا ينتمون للإسلام .. بأي صلة : فنجدهم يعملون جميع أنواع وألوان الأخطاء الدينية والدنيوية .. !! و صحيح إن الله لينصر دينه بالرجل الفاجر !!

عندما يسمع الناس عن الدين أو المتدينين في بعض الأحيان يصاب بعضهم بالهم والآخر بالغم والثالث بالحيرة لماذا ؟؟

السبب في أن الناس وجدوا بعض التصرفات ممن ينتمي الى الدين غير سويه وغير محببه للخلق .. فأصبح هناك "ترابط" مابين الدين والمتدين علما بأن الفرق كبير كما ذكرت قبل أسطر . و في الإسلام لا يوجد رجال دين !! كما عند الأديان الأخرى .. قد أصبحت هذه المسميات بعد أن توجه طلاب العلم لطلب العلم الشرعي المختص بالشعائر ومنها خرجت التسمية ولكن الصحيح أنه لا يوجد رجال دين في الإسلام .. فكل إنسان (رجل أو امرأة ) هو ملتزم ولكن مقداره من الأخذ بالدين متفاوت وكلنا يعلم .. أن الإسلام هو الدين السماوي الأخير الخاتم وبه رحمه الله للبشر جميعا ،، ومن المعلوم أن للدين أثرا في النفس لا سيما إذا كان دين يقابل الفطرة السلمية والعقل الصحيح .. والأتباع في كل الديانات على ثلاث أصناف في وجهة نظري .. وهي " درجات الإلتزام " : -

1. الغلاة
2. المعتدلون
3. المفرطون


وقد تختلف المسميات ولكن المضمون والمعنى واحد في هذا التصنيف .. وكتعريف لكل صنف من هذه الأصناف ..

الغلاة : هم من ( يدعون ) التمسك بالدين وأسلوبهم قسر الناس على التدين وهم من كانوا يسمون بالخوارج ( الإرهابيين ) .

المفرطون : هم من لاحظ لهم من الإلتزام .

أما المعتدلون : فهم أهل الوسط .. أي أنهم متمسكين بالشرع ولكن دون إفراط في حقه ولا تفريط في تضييعه فهم في خوف ورجاء .


وبعد معرفة هذه الأصناف كتعريف بسيط .. نأتي لما هم عليه :

فأما الغلاة فنهجهم نهج التخويف من كل أمر في هذه الدنيا حتى ولو كان مباحا أحله الله !!أو مندوبا اعتاده البشر !! فهم دائما في قلق وكأن الإنسان همه في هذه الدنيا انتظار الموت فقط وأن يعيش في الظلام والخوف وأنهم يرون الأمل ( النور ) في العبادة ( الشعائرية ) من صلاة وصيام وزكاة ... وما علموا أن العبادة الحقة هي : كل ما يرضاه الله سبحانه وتعالى من الأقوال الظاهرة والباطنة بشرط النية الصحيحة والمتابعة . فتشمل الصلاة والجلوس مع الأهل ومحبه الزوجة وإسعاد الأبناء والحج والجهاد في سبيل الله والسفر والضحك مع الأحباب والتواصل مع الأصحاب وقراءة القرآن ... الخ .

ومن أوصافهم الاهتمام بالظاهر ونسيان الباطن .. كيف !

نجد الشخص من الغلاة من عليه سمت السنة النبوية ( الظاهرة ) ولكنه كئيب الوجه سليط اللسان حاد الطبع .. لا يؤنس ولا يعاشر .. كأن الناس كلهم دونه !! وقد يوصل المندوب أو السنة إلى الواجب أو المكروه للمحرم !! يحبون التقشف ويعسرون على أنفسهم بالتزين ،، وكأن الجمال محرم !!

مع العلم .. بأني أرى فيهم صفه وهي أن النوايا عندهم طيبه ( غالبا ) فهم يتمنون الناس أن يكونوا على خير وصلاح ولكن المسلك الذي يسلكونه مسلك خاطئ معوج فيه كثير من التعسف والتكلف وهذا ليس مسلك أي إنسان يريد الإصلاح .


نأتي للصنف المقابل وهم المفرطون الذين لاحظ لهم في الدين .. لهو وغفلة جهل ولغو .. كأنهم يعيشون أبدا في هذه الدنيا وأنه لا حياة غيرها !!

فإن سمع أحدهم نصيحة .. فيقول " الله يهدينا " وما علم أن طلب الهداية يكون من الداخل وأنه في أعماله التي يحاسب عليها " مخير " وليس مسير .. فهم يعيشون في الأمل الدائم وما يرون من حولهم .. موت ، مرض ، بلاء .. ولا يتعظون.. فهم مكبلون بالغفلة .. مأسورون بالهوى .. سكارى ولم يشربوا مسكرا !!

هذه الأصناف الثلاثة متداخلة ،، فقد نجد الشخص تارة يصيبه التفريط وتارة يكون مغاليا فهم في مراحل متداخلة وما التصنيف الى ثلاث أصناف الا للتوضيح .

وليس معنى هذا أن المتمسك بمبادئ الدين والمحافظ عليها يعتبر من الغلاة ولكن الغلاة هم من مر ذكر وصفهم .. وبعض الناس من تكون المعاملة الحسنة من طبعة ولكنه بعيد عن الإلتزام بما أمر الله وما نهى عنه ،، والبعض يكون ملتزما بما أمر الله ونهى عنه ولكنه عدو للمعاملة الحسنة .. دائم التكشير والعبوس !!

وكلاهما خاطئ .. والصحيح : معاملة حسنة + اتباع باعتدال

مع أن الدين هو المعاملة .. !!

اذا .. ما هو " الإلتزام " الصحيح ؟؟

هو "حياة كريمة وفق ما أمر الله ونهى عنه ".. لا كما يعيش الغلاة أو المفرطون إنما العيش باعتدال .. يسعد في الدنيا ويفرح بخيراتها من مأكل ومشرب ومال وحلال ويستعد للآخرة وهي حياته السرمديه الأبدية وهذا هو منهج القرآن الكريم .. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابة العزيز : " ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار " .. وهذا هو منهج الصنف الوسط .

وقفه أخيرة .. كل إنسان منا له نهاية ولا شك .. فالعاقل من فاز بالدارين والخائب الخاسر من خسرهما معا . والله أعلم