الأربعاء، 18 يونيو 2008

التغير .. !!


هل يوجد شيئ ثابت في هذه الدنيا .. هل كل شيئ متغير .. هل التغير في كل شئ أم أن هناك أشياءثابتة ولا نستطيع تغييرها .. ماهو الثابت وماهو المتغير .. هذه بعض الأسئلة ذات الموضوعالعميق والكبير الذي احتار فيه جمع من العلماء وجمع من الفلاسفة .. وما طرحي له الا لتوضيحمفهوم .. وفهمه .. وكيفية استغلالة .


التغير له معاني كثيرة وتشمل مواضيع كبيرة أيضا فهو يدخل في كل شيئ .. والثبات موجود وبقوه فهو في وجهة نظري " المحرك للتغير" فالثبات طريق والتغير هو السائر .. قبل أن نكمل القراءة .. فلنتوقف ونفكر لمده دقيقه.. ماهو الشيئ الذي لا يتغير !!


الثبات هو المحرك للتغير ... كيف ؟؟


دار جدل بين ثلاثة فلاسفة : قال الأول "هيرقليطس " أن كل شيئ متغير وأن التغير سابق للثبات ، وقال الثاني " زينون " أن كل شيئ ثابت وأن الثبات يسبق الحركة .. أما الأخير فهو صاحب المدينة الفاضلة " أفلاطون " يقول أفلاطون .. أن العوالم عالمان .. عالمنا الذي نعيش فيه والعالم الذي ينتظرنا .. أما عالمنا الذي نعيش فيه فهو عالم التغير ويستمد طاقته من عالم الثبات ( عالم المثل ) .


فالعالم الآخر الذي يتحدث عنه أفلاطون هو العالم الذي لا يوجد فيه تغير بل هو عالم الثبات .. المليئ بالكمال والخلود والمثالية .


لماذا نخاف من التغير ؟؟

كثيرا ما نسمع من كبار السن عبارة " عسى الله لا يغير علينا " ودائما تعني قبول الواقع كما هو وأن التغيير دائما يأخذ منحى السلب في وجهة نظرهم .. العبارة فيها معنى كبير الشكر للمنعم والقناعة ولكن ينقصها شيئ بسيط .. ( الطموح )

إن التغيير مرادف للتطور .. أخ للتنمية .. صديق للتقدم .. وهذا كل ما نحتاجه على كل الأنساق الاجتماعية والسياسية
والاقتصادية والثقافية .. وأكثر شيئ يحتاج للتغير هو " عملية التفكير " لماذا .. لأن الإنسان عندما يغير من نفسه .. فإنه يغير العالم من حوله !!



هذه دعوة للتغيير على مستوى الفرد .. لأن صلاح الفرد يؤدي الى صلاح الأسرة وصلاح الأسر يؤدي الى صلاحالمجتمع وعندما يصلح المجتمع تكون دولة متطورة ، متقدمة ، ريادية .. يقول الله سبحانه وتعالى :-" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " والله سبحانه وتعالى ذكر قوم .. ولم يذكر فرد ..لأن المعادلة كالتالي ..


تغير النفس + تغير العائلة + تغير المجتمع = التغيير الأمثل ..فهو عملية فردية وجماعية ، عملية تكاملية .. فلا يصح أن نقول .. عندما يتغير الفرد .. ستتغير العائلة ,, لا لا .. إنما هي عملية تفاعل ومسؤلية من الأطراف الثلاث ( النفس ، العائلة ، المجتمع ) وبالطبع الدولة .


ماهو التغير الذي نريد .. ؟؟


هناك تغير كما نعلم الى الأسوأ ،، وقد يتذرع البعض بأن كل شيئ في هذه الدنيا متغير فإنه يسلم القياد للطاقه المجتمعيهالتي تغيره !!


هل هذا هو المطلوب .. كلا .. إن التغير المرجو والمنشود هو التغير نحو الأفضل ونحو الكمال ،، تغير يبدأ في كل إنسان يقرأ هذا المقال ،، ويعزم على تغيير نفسه ويسعى للمثالية على مستواه الشخصي أو المتدرج ( عائلته ، أصحابه ، معارفه ... الخ ) .



قسمت التغيير الى نوعين :


1. مقصود : وهو الذي نسعى وبإرادتنا الى الوصول له .
2. غير مقصود : وهو التغيير الذي ليس لنا دخل فيه بصورة كبيرة ( الشيء المقدر والمكتوب ) مع العلم بأنه يمكن مصارعة القدر بالقدر وتتم ببساطه جدا .. ( التوكل على الله ، بذل الأسباب ) ولكن النتيجه هنا غير حتميه .


التغيير المقصود ..



كما ذكرت قبل أسطر بأن الخطوه الأساسية في التغيير تكمن في تغيير أو تطوير " عملية التفكير " والتفكير : هو مجموعة العمليات العقلية المتأثرة بجزء من البيئة الاجتماعية المحيطة و التأثير الجيني على الإنسان .

ان التغيير المقصود والمنشود الذي نريده يحتاج الى وقت طويل ولا يأتي بسرعه .. انظر الى مراحل النمو عند الإنسان ، النبات .. كل المخلوقات أتت بالتدرج حتى الكون !! وعلينا أن لا نستعجل الثمار قبل أن تنضج .


سؤال مهم .. كيف نغير عملية التفكير لدينا ..؟؟

1 . بأن نتقبل الأفكار ولا نعترض عليها دون أن نفكر فيها بتمعن ( المرونة )

. 2 . أن يكون لدينا عين ثاقبة تمحص الأفكار وتفحصها وتختار الجيد منها

. 3. أن نكون إيجابيين (بالتعامل )مع أي فكرة

. 4 . أن نرحب بالإبداع وبالجديد .

5. أن نحب العلم والتعلم


هل هذا كل شيئ .. بالطبع لا .. ولكن هذه بعض من الطرق المعينة ،، والمجال لتعليقاتكم الكريمة وإضافاتكم المتميزة وأخيرا ..

نحن لا ننزل النهر مرتين (هيرقليطس ) !!