الأحد، 11 مايو 2008

النقد !!




النقص والقصور من سمات كل شيئ في هذه الدنيا والكمال لله وحده (سبحانه وتعالى ) فكل شيئ يحتاج للتطوير والتعديل ونجد فيه القابلية للتحسين،، فعندما يكتب أحدنا مقالا (على سبيل المثال ) ويراه بعد فترة ....سيرى بالتأكيد أن من الأفضل أن يضيف سطر ويحذف آخر .. وقد يتغير كل ما في المقال ..و قد تتغير الفكرة ..وربما يصبح معارضا لها .. فمن ناحية أن كل شيئ قابل للتحسين والتصويب أو التعديل .. فالأمر يحتاج الى .. "وسيلة" ، وهذه الوسيلة مع الأسف لا يتم استخدامها في بعض الأحيان وتكون غائبة في كثير من الأحيان وإن استخدمت فلا تستخدم الاستخدام الأمثل ..الا وهي .." النقد " .

التعريف ..

أرى بأنه تلك المعرفة التي يتعلمهاالإنسان ( لأنه قابل للتعلم وليس فطري ) ويتم من خلالها معرفة "النقائص" أو "القصور" ومحاولة إصلاحها وتطويرها . هذا تعريف للنقد بصورة عامة من وجهة نظري .. فيقع التعريف على النقد السلوكي أو الفكري أو العلمي وحتى النصي .. الخ .



لماذا النقد ؟



إن تعلم النقد بصورتة الإيجابيه يجعل الأمر المنتقد شيئ أقرب ما يكون من الصواب أو الكمال وبما أن كل واحد منا محتاج للآخر بصورة أو بأخرى (عائلة ، صديق ، زميل ، عميل ...الخ ) ..فالنقد وسيلة لجعل هذه العلاقات الإجتماعية الإنسانية نحو التطور ونحو الأفضل في ((جميع نواحي الحياة)) .. في هذه المقالة أكتب عن النقد بصورتة العامة وليس النقد الأدبي أو الثقافي وحسب .. بل هي ملامح وخطوط رئيسة وعريضة عن مفهوم النقد .

فلسفة النقد .. بما أن الفلسفة هي معرفة كنه الأشياء أو التوصل للحكمة.. فللنقد فلسفة ايضا وهي : "الإصلاح أو التغيير " وطريقها اما الى الناحية الايجابية او السلبية والناس في النقد صنفين أيضا إما إيجابيين وإما سلبيين فالإيجابي يتخذ مسلك البناء والسلبي يمسك معول الهدم .


إن المجتمعات الغربية والنهضوية عموما اتخذت من النقد وسيلة رئيسة للتغيير نحو الأفضل فكان دور المراجعات على مستويات متعددة في حياتهم حتى في المجتمعات العربية والإسلامية بدأ المفكرون والعلماء يرون أهمية هذا المفهوم الذي له دور جذري في عملية التطور والتغير نحو الأفضل ..بعد هذه النظره لأهميه النقد .. قسمت النقد الى نوعين وهي التي تفيد عموم الناس وليست للمتخصصين في موضوع معين : -


النوع الأول : السلوكي : وهو انتقاد السلوكيات (الخاصة) الفردية.. أو الظواهر الإجتماعية (العامة) .

النوع الثاني : الذاتي : عن ذات الإنسان وانتقادنا لأنفسنا .


قد نسأل عن انتقاد الآخرين .. في رأيي المتواضع أن الآخر لا ينتقد من خلال (ذاته ) إنما من خلال سلوكه .. كما في النوع الأول . والسلوك :هو كل نشاط يصدر عن الإنسان سواء أكان أفعالاً يمكن ملاحظتها وقياسها كالنشاطات العضوية والحركية ، أم نشاطات تتمم على نحو غير ملحوظ كالتفكير والتذكر والوساوس .(تعريف للدكتور :محمد بن عبدالله الدويش ).


كيف ننتقد ؟

أولا على مستوى السلوك ،، والسلوك ينقسم الى قسمين :

1. الأفعال : وهو نقد للعلاقات وتحسينها
2. الفكر : وهو النقد الذي على مستوى (عالم الأفكار ) وهو الذي يحدث فيه التغيير على مستوى الجماعة والمجتمع
(عندما تغير أفكارك تستطيع تغيير العالم من حولك )

الأفعال (العلاقات ):-

* نبدأ بطرح الإيجابيات قبل السلبيات
* نركز على الفعل نفسه وليس على الشخص المنتقد
* النقد لايكون أمام الجمع من الناس
* لا ننتقد بصورة مباشرة أو تجريحية


الفكر :-

* استخدام أسئلة التحليل ( لماذا ، كيف ) مع الأفكار المطروحه .
* أخذ الموقف المعارض من الفكرة ورؤيتها باتجاه عكسي (الجدلية في التفكير :الديالكتيكية ) .
* نستخدم الفرضيات ( لو ) على شقها الإيجابي أو السلبي وادخال الفكرة بصورة متشائمه مره ومتفائلة مره أخرى
.

ثانيا : على مستوى الذات :

قبل أن أبدأ أؤكد على معنى " نقد الذات " وليس " جلد الذات " لأن الذات المجلوده لا ترتقي في نفسها الى الهدف الرئيسي من النقد ومن الطبيعي أن لا ترتقي بمن حولها .

* اكتب نقاط ضعفك
* اسأل المقربين لك عن مواطن القصور

هذه الكيفية النقديه هي "الكيفية الإيجابية" التي نستخدمها على مستوى الأفعال والعلاقات وكيفية التعامل النقدي معها .. وعن نقد الأفكار كذلك وكيفية جعلها أفضل ومدى أهمية النقد العام والمهم لدى جميع الناس وخاصة على صعيد العلاقات وعلى صعيد الفكر الذي ذكرت قبل أسطر انهما ما يحتاجهما غالب الناس .


وأخيرا .. فإن النقد هو المكمل والمطور وهو العين الفاحصه واللسان الناصح سواءا للأفعال أو للأفكار والتحلي بهذا المفهوم بصورته الإيجابية يخلق الروح الإصلاحيه والساعية للتنمية على كافة أصعدة الحياة .. والتحلي به من سمات أهل النظر والتجديد .